تُعَدّ مشكلة تساقط الشعر من أكثر المشكلات الصحية والجمالية شيوعًا، وتسبب قلقًا كبيرًا للكثيرين، سواء من الرجال أو النساء. يختلف تساقط الشعر في أسبابه وحدّته من شخص لآخر، فقد يكون وراثيًا أو هرمونيًا أو ناتجًا عن نقص في العناصر الغذائية، أو بسبب التوتر والضغوط النفسية.
مع تزايد الاهتمام بالمظهر، ازداد اللجوء إلى المكملات الغذائية التي يُروَّج لها كحل سحري لعلاج التساقط وتحفيز النمو. ولكن، هل هذه المكملات آمنة؟ وهل هي فعّالة فعلًا؟
أسباب تساقط الشعر
قبل التفكير في أي مكمل غذائي، يجب أولًا فهم أسباب تساقط الشعر، والتي تشمل:
العوامل الوراثية، مثل الصلع الوراثي عند الرجال.
التغيرات الهرمونية، خصوصًا لدى النساء بعد الولادة أو أثناء انقطاع الطمث.
التوتر النفسي والضغط العصبي.
نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والزنك.
الأمراض المزمنة مثل أمراض الغدة الدرقية وفقر الدم.
أنواع المكملات الغذائية وتأثيرها على الشعر
تتعدد أنواع المكملات الغذائية المخصصة للشعر، ومنها:
البيوتين (فيتامين B7): يُعتبر الأشهر لدعم صحة الشعر والأظافر. نقصه قد يؤدي إلى هشاشة الشعر، لكن حالات النقص الحقيقية نادرة، وتناول كميات زائدة قد يسبب مشاكل في تحاليل الدم.
الحديد: أساسي لإنتاج الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى فروة الرأس. نقص الحديد من أبرز أسباب تساقط الشعر عند النساء، ولكن يجب تناوله فقط بعد استشارة طبية.
الزنك: يلعب دورًا في إصلاح الأنسجة ونمو الشعر. نقصه قد يؤدي إلى ضعف الشعر، لكن الإفراط في تناوله قد يؤثر سلبًا على امتصاص النحاس.
فيتامين د: يساعد في تنشيط بصيلات الشعر، ونقصه منتشر في مجتمعاتنا، ما يجعله سببًا شائعًا لتساقط الشعر.
فيتامين هـ: مضاد أكسدة، يساهم في حماية خلايا الشعر، لكن الدراسات لا تزال محدودة حول قدرته الفعلية على تحسين نمو الشعر.
أحماض أوميغا-3: تساعد في ترطيب فروة الرأس وتقليل الالتهاب، ما ينعكس إيجابًا على صحة الشعر.
السيلينيوم: مهم لإنتاج إنزيمات مضادة للأكسدة، لكن زيادته قد تسبب تسممًا وتساقط الشعر.
الكولاجين: يُروَّج له لدعم الشعر والجلد، غير أن فعاليته لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات.
فيتامين C: يعزز امتصاص الحديد ويساعد في تكوين الكولاجين، ما يساهم في تقوية الشعر.
هل المكملات فعالة وآمنة للجميع؟
غالبًا ما تكون هذه المكملات فعالة فقط عند وجود نقص مثبت في العناصر الغذائية. تناولها دون حاجة قد لا يحقق أي فائدة، بل قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، اختلال توازن المعادن، أو التسمم الفيتاميني.
من المهم معرفة أن الشعر يحتاج وقتًا طويلًا ليُظهر نتائج التحسين، حتى بعد علاج النقص الغذائي. عادة ما يتطلب الأمر ما لا يقل عن 3 إلى 6 أشهر لملاحظة تحسن ملحوظ.
ما البدائل الطبيعية لدعم صحة الشعر؟
بدلًا من الاعتماد المفرط على المكملات، يمكن اتباع بعض الخطوات الطبيعية، مثل:
تناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالخضروات، الفواكه، المكسرات، والأسماك.
ممارسة الرياضة بانتظام، مما يحسن الدورة الدموية لفروة الرأس.
الحصول على قدر كافٍ من النوم والراحة النفسية.
تجنب التصفيف الحراري المتكرر والصبغات الكيميائية.
الاهتمام بنظافة فروة الرأس واستخدام منتجات مناسبة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت تساقطًا مفرطًا ومفاجئًا، أو وجود فراغات واضحة في فروة الرأس، أو تساقط مصحوب بأعراض أخرى مثل الإرهاق الشديد أو تغيرات في الوزن، فيجب استشارة طبيب الجلدية لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة.
الخلاصة
المكملات الغذائية للشعر ليست حلًّا سحريًّا، بل قد تكون ضرورية فقط في حالات النقص المثبتة طبيًا. قبل الإقدام على تناول أي مكمل، من الأفضل عمل الفحوصات اللازمة واستشارة الطبيب لتفادي الأضرار المحتملة.
العناية بالصحة العامة والتغذية المتوازنة تبقى المفتاح الأهم للحفاظ على شعر صحي وقوي. وإذا شعرت بالحيرة حيال تساقط شعرك، فنحن في عيادتنا مستعدون لدعمك وتقديم استشارة شاملة تساعدك على استعادة صحة شعرك وثقتك بنفسك.