ما هو حمو النيل؟
يُعدّ حمو النيل من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا في فصل الصيف، خاصة بين الأطفال، ويظهر على هيئة طفح جلدي أحمر مثير للحكة يظهر عادةً في المناطق المغطاة من الجلد مثل الرقبة، الظهر، الصدر، والفخذين. ويحدث نتيجة انسداد قنوات العرق بسبب التعرق الزائد، مما يؤدي إلى احتباس العرق تحت الجلد وتهيّج البشرة.
أنواع حمو النيل
توجد عدة أشكال لحمو النيل، تختلف حسب عمق انسداد القنوات العرقية:
1. حمو النيل البلّوري (Miliaria Crystallina)
يظهر على شكل فقاعات صغيرة شفافة وغير مؤلمة.
أكثر شيوعًا عند الرضّع.
غالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه دون علاج.
2. حمو النيل الأحمر (Miliaria Rubra)
أكثر الأنواع شيوعًا.
يتسبب في بقع حمراء مثيرة للحكة مع إحساس بالحرقان أو الوخز.
ينتشر في المناطق المغطاة بالملابس.
3. حمو النيل العميق (Miliaria Profunda)
نوع نادر.
يحدث عندما يتجمع العرق في طبقات أعمق من الجلد.
يظهر على شكل حبوب بلون الجلد وقد يصاحبه تعب عام بسبب فقدان كميات كبيرة من العرق.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
الأطفال والرضّع: بسبب عدم نضج قنوات العرق لديهم.
الأشخاص الذين يعيشون في بيئات شديدة الحرارة والرطوبة.
من يُمارسون نشاطًا بدنيًا زائدًا في أجواء حارة.
من يرتدون ملابس غير قطنية أو ضيّقة تمنع تهوية الجلد.
الأعراض الشائعة لحمو النيل
طفح جلدي أحمر أو شفاف على شكل بثور صغيرة.
حكة وتهيج في المناطق المصابة.
إحساس بالوخز أو لسع خفيف.
أحيانًا قد يحدث التهاب بكتيري ثانوي إذا تم حك الجلد بشدة.
كيف نفرّق بين حمو النيل وأمراض جلدية أخرى؟
قد يُخلط بين حمو النيل وحالات جلدية مثل:
الطفح التحسسي (الشرى): يظهر سريعًا ويختفي سريعًا عند التعرض لمسبب.
التهاب الجلد التماسي: يرتبط بمادة مهيّجة أو مسببة لحساسية.
الجدري أو الحصبة: يصاحبها ارتفاع في الحرارة وأعراض عامة.
لذا فإن التشخيص الدقيق يكون من خلال الفحص السريري عند طبيب الجلدية.
طرق الوقاية من حمو النيل
الوقاية هي خط الدفاع الأول، وتشمل:
ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تسمح بتهوية الجلد.
تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة.
الحفاظ على برودة الجسم قدر الإمكان.
الاستحمام بالماء الفاتر وتجفيف الجلد جيدًا.
استخدام المراوح أو أجهزة التكييف في الأجواء الحارة.
عدم استخدام الكريمات الدهنية الثقيلة التي قد تسد المسام.
علاج حمو النيل
في أغلب الحالات، يُشفى حمو النيل من تلقاء نفسه خلال عدة أيام، مع الحرص على الراحة والتهوية الجيدة. لكن قد يحتاج البعض إلى تدخل طبي:
1. خطوات بسيطة في المنزل:
البقاء في مكان بارد وجاف.
ارتداء ملابس قطنية خفيفة.
استخدام كمادات باردة لتخفيف الحكة.
2. كريمات موضعية:
كريمات تحتوي على أكسيد الزنك: مثل كريمات التسلخات للأطفال.
مراهم مضادة للحكة: مثل الكالامين لوشن (Calamine Lotion).
مضادات الهيستامين الفموية: في حال وجود حكة شديدة.
مضادات حيوية موضعية: إذا وُجد التهاب ثانوي نتيجة حك الجلد.
3. متى تزور الطبيب؟
إذا استمر الطفح لأكثر من أسبوع دون تحسّن.
إذا ظهرت علامات عدوى (إفرازات، ألم، سخونة موضعية).
إذا كان الطفل يعاني من ارتفاع في الحرارة أو تهيّج زائد.
مضاعفات محتملة إن أُهمل العلاج
التهاب بكتيري ثانوي.
تغيّرات في لون الجلد أو آثار دائمة من الحك.
في حالات نادرة، قد يؤدي فقدان العرق إلى اضطراب في تنظيم حرارة الجسم (خصوصًا في النوع العميق).
نصائح خاصة للأطفال
تغيير الحفاضات والملابس الرطبة باستمرار.
استخدام بودرة مضادة للعرق للأطفال (تحت إشراف الطبيب).
تجنب الإفراط في تغطية الطفل بالملابس الثقيلة.
الفرق بين حمو النيل وتسلخات الجلد
رغم تشابه الشكل أحيانًا، إلا أن التسلخات تحدث غالبًا في مناطق الطيّات (مثل بين الفخذين وتحت الإبطين)، وتكون ناتجة عن الاحتكاك والرطوبة، بينما يظهر حمو النيل بسبب انسداد قنوات العرق وغالبًا ما يصيب مناطق أكثر اتساعًا.
كلمة أخيرة من العيادة
الاهتمام بنظافة الجلد، وتجنّب التعرّق الزائد، والتهوية الجيدة للملابس يمكن أن يمنع الإصابة بحمو النيل ويحافظ على راحة جلدك أو جلد طفلك طوال فصل الصيف.
وإذا ظهرت الأعراض أو طال أمدها، فنحن في عيادتنا مستعدون دائمًا لتقديم الرعاية المناسبة والتشخيص الدقيق لحالتك. لا تتردد في حجز موعد للاستشارة.
