كثير من الآباء والأمهات يلاحظون على أبنائهم الذكور قبل سن البلوغ ما يثير لديهم القلق حول حجم أو طول الأعضاء التناسلية. قد يقارن الأهل طفلهم بغيره من الأطفال أو يخشون أن يكون هناك مشكلة تؤثر على مستقبل النمو الجنسي أو الخصوبة. هذا القلق طبيعي ومفهوم، لكن الأهم هو معرفة متى يكون الحجم طبيعياً ومتى يحتاج الأمر إلى استشارة الطبيب.
النمو الطبيعي للأعضاء التناسلية
منذ الولادة وحتى الطفولة المبكرة
عند الولادة، يكون طول العضو الذكري عادة في حدود 2.5 إلى 4 سم، مع اختلاف طبيعي بسيط بين الأطفال. مع التقدم في العمر، يزداد حجم الأعضاء التناسلية بشكل طفيف جداً خلال الطفولة، لكن النمو السريع لا يبدأ إلا مع دخول مرحلة البلوغ.
في سن ما قبل البلوغ
من الطبيعي أن يظل حجم العضو الذكري صغيراً نسبياً قبل البلوغ، إذ يعتمد نموه الأساسي على التغيرات الهرمونية التي تحدث لاحقاً. كذلك فإن حجم الخصيتين يكون صغيراً، وعادة ما يبدأ في الازدياد عند بداية البلوغ (بين 9 و14 سنة تقريباً).
الحجم الطبيعي حسب المراحل العمرية
تجدر الإشارة إلى أن القياسات المذكورة تخص طول القضيب في حالة الاسترخاء (الارتخاء) وليس أثناء الانتصاب، وهي مستمدة من مراجع معتمدة مثل منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية لطب الأطفال.
حديثو الولادة: متوسط طول القضيب المرتخي 3.5 سم (المدى الطبيعي 2.5–4 سم)، ومتوسط قطر الخصيتين حوالي 1 سم (حجم 1 مل تقريباً).
مرحلة ما قبل المدرسة (3–5 سنوات): يظل طول القضيب مستقراً عند 3–4 سم تقريباً، ومتوسط قطر الخصيتين 1.2–1.5 سم (حجم 1–2 مل).
مرحلة الطفولة المتوسطة (6–8 سنوات): طول القضيب المرتخي يقارب 3.5–4.5 سم، ومتوسط قطر الخصيتين 1.5–2 سم (حجم 2–3 مل).
بداية سن البلوغ (9–11 سنة): يبدأ نمو الخصيتين أولاً ليصل قطرهما إلى 2–2.5 سم (حجم 4 مل أو أكثر)، بينما يظل طول القضيب في حدود 4–5 سم.
مرحلة ما قبل المراهقة (12–14 سنة): يزداد طول القضيب تدريجياً ليصل في المتوسط إلى 5–6 سم في حالة الارتخاء، مع زيادة حجم الخصيتين إلى نحو 3–3.5 سم (8–10 مل).
متى يكون الأمر طبيعياً؟
إذا كان الطفل ينمو بشكل طبيعي من حيث الطول والوزن.
إذا كانت الخصيتان موجودتين في كيس الصفن وحجمهما مناسب لعمره.
إذا لم يكن هناك أي أعراض أخرى مثل صعوبة التبول أو الألم.
متى يستدعي القلق واستشارة الطبيب؟
إذا بدا العضو الذكري صغيراً جداً (أقل من 2 سم عند الولادة أو أقل بكثير من المتوقع للعمر).
إذا لم تظهر أي علامات بداية بلوغ بعد عمر 14 سنة.
إذا كان هناك غياب لإحدى الخصيتين أو كلتيهما في كيس الصفن.
إذا ظهرت أعراض غير طبيعية مثل انحناء شديد للعضو، أو صعوبة في التبول.
أسباب صغر الأعضاء التناسلية
أسباب وراثية وهرمونية
قد يكون السبب نقصاً في بعض الهرمونات الذكرية (التستوستيرون) أو اضطرابات في الغدة النخامية.
عوامل مرضية أو خلقية
الخصية المعلقة (عدم نزول الخصية إلى مكانها الطبيعي).
بعض المتلازمات الوراثية النادرة.
عوامل عابرة
في بعض الحالات قد يخدع مظهر العضو بسبب السمنة، حيث يختفي جزء من القضيب داخل طبقات الجلد الدهني فيما يعرف بالقضيب المدفون.
كيف يطمئن الأهل؟
معرفة أن معظم الأطفال يملكون حجماً طبيعياً حتى لو بدا صغيراً.
الفحص الدوري عند طبيب الأطفال أو طبيب الذكورة يطمئن الأهل.
التذكير أن البلوغ هو المرحلة الأساسية التي يكتمل فيها النمو الجنسي.
دور الطبيب في التقييم
يقوم الطبيب بالفحص الإكلينيكي وقياس حجم العضو والخصيتين، وفي بعض الحالات قد يطلب تحاليل هرمونية أو أشعة. التدخل المبكر مهم فقط في الحالات المرضية، بينما معظم الأطفال لا يحتاجون لأي علاج.
نصائح عملية للأهل
تجنب المقارنة بين الأطفال، فلكل طفل وتيرة نمو خاصة.
عدم إشعار الطفل بالقلق أو الخجل من جسده.
مراجعة الطبيب إذا كانت هناك علامات واضحة لخلل.
الحرص على التغذية الجيدة ونمط حياة صحي.
الخلاصة
القلق بشأن حجم الأعضاء التناسلية عند الأولاد قبل البلوغ شائع بين الأهل، لكنه غالباً غير مبرر. في أغلب الأحيان يكون النمو طبيعياً، وتظهر الزيادة الواضحة في مرحلة البلوغ. استشارة الطبيب مطلوبة فقط عند وجود علامات غير طبيعية. الاطمئنان والدعم النفسي للطفل هما الأهم، لأن الصحة الجنسية والنفسية متكاملة ولا تتحدد بالحجم وحده.
في عيادتنا نحرص على طمأنة الأهل والإجابة عن أسئلتهم بدقة، مع تقديم التقييم الطبي عند الحاجة لضمان راحة البال ونمو صحي وسليم للأبناء.