التغيرات الجلدية المرتبطة بسرطان الثدي

سرطان الثدي قد يكشف عن نفسه من خلال تغيرات جلدية واضحة مثل الاحمرار، انكماش الحلمة، أو مظهر قشر البرتقال. هذا المقال يشرح أبرز المظاهر الجلدية المرتبطة بالمرض وأهمية التشخيص المبكر.

سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء، ولا يقتصر ظهوره على وجود كتلة أو ورم داخل أنسجة الثدي، بل قد يكشف عن نفسه من خلال تغيرات جلدية ظاهرة يلاحظها المريض أو الطبيب. هذه التغيرات الجلدية قد تكون العلامة الأولى للإصابة، أو دليلًا على تقدم المرض وانتشاره، لذا فإن إدراكها وفهمها بدقة يمثل خطوة جوهرية في التشخيص المبكر وتحسين فرص العلاج والشفاء.

لماذا تظهر التغيرات الجلدية مع سرطان الثدي؟

ترتبط التغيرات الجلدية بسرطان الثدي بعدة آليات:

  • الغزو المباشر: عندما يخترق الورم أنسجة الجلد المجاورة.

  • انسداد الأوعية اللمفاوية: يؤدي إلى تراكم السوائل في الجلد وحدوث الوذمة والتورم.

  • النقائل الجلدية: وهي انتقال الخلايا السرطانية إلى الجلد من الورم الأصلي.

  • تأثيرات العلاج: مثل الإشعاع أو العلاج الكيميائي الذي يترك تغيرات جلدية.

فهم هذه الآليات يساعد الأطباء على تفسير المظاهر السريرية المختلفة لسرطان الثدي.

المظاهر الجلدية الشائعة في سرطان الثدي

مظهر قشر البرتقال (Peau d’orange)

يُعتبر من أهم العلامات الكلاسيكية لسرطان الثدي، حيث يظهر الجلد سميكًا ومتورمًا مع بروز فتحات الغدد العرقية ليشبه قشرة البرتقال. السبب الرئيسي هو انسداد الأوعية اللمفاوية بفعل الورم، ما يمنع تصريف السوائل بشكل طبيعي.

انكماش أو تراجع الحلمة

قد تلاحظ المريضة أن الحلمة بدأت في الانسحاب إلى الداخل بعد أن كانت طبيعية، وذلك نتيجة غزو الورم للقنوات اللبنية أو الأربطة التي تشد الحلمة. ظهور هذه العلامة بشكل مفاجئ عند النساء فوق سن الأربعين يستوجب الفحص الفوري.

الاحمرار والانتفاخ (سرطان الثدي الالتهابي)

سرطان الثدي الالتهابي شكل عدواني من المرض، يتسم بجلد أحمر، متورم، دافئ عند اللمس، وغالبًا ما يصاحبه ألم. يشبه في مظهره التهاب الثدي (المسمى طبيًا بالتهاب الضرع)، لكنه لا يستجيب للمضادات الحيوية ويحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج سريع.

التقرح والكتل المتفجرة

في المراحل المتأخرة، قد يخترق الورم الجلد ليشكل قرحًا مؤلمة أو كتلًا بارزة متفجرة (Fungating masses)، وغالبًا ما تكون مصحوبة بإفرازات ذات رائحة كريهة بسبب العدوى البكتيرية الثانوية.

العقد الجلدية

ظهور كتل أو عقيدات صغيرة صلبة قريبة من الورم الأصلي يشير إلى انتشار موضعي للمرض في الجلد.

أشكال النقائل الجلدية في سرطان الثدي

سرطان الجلد المدرع (Carcinoma en cuirasse)

في هذه الصورة النادرة، ينتشر الورم في الجلد مسببًا تصلبًا وسماكة واضحة تجعل الثدي يبدو وكأنه مغطى بدرع. هذا الشكل عادة ما يدل على مرحلة متقدمة من المرض.

سرطان الثدي الشعيري (Carcinoma telangiectaticum)

يظهر على هيئة بقع أو بقع مزرقة مع أوعية دموية دقيقة بارزة (توسع شعيري)، نتيجة انتشار الخلايا السرطانية عبر الأوعية الدموية الجلدية.

مرض باجيت في الحلمة (Paget’s disease)

يتظاهر كطفح جلدي مزمن يشبه الإكزيما في الحلمة والهالة المحيطة بها، مع حكة أو قشور أو تقرحات سطحية. غالبًا ما يرتبط بوجود سرطان قنوي داخل الثدي.

التغيرات الجلدية النادرة المرتبطة بسرطان الثدي

  • الأكانثوزيس نيجريكانز (Acanthosis nigricans): اسوداد وسماكة في ثنيات الجلد، قد يكون علامة مرافقة لأورام داخلية.

  • التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis): طفح جلدي أحمر بنفسجي مع ضعف عضلي، وقد يرتبط بسرطان الثدي في بعض الحالات.

التغيرات الجلدية الناتجة عن علاج سرطان الثدي

  • العلاج الإشعاعي: قد يسبب احمرارًا وتقشرًا أو تصبغات دائمة.

  • العلاج الكيميائي: يؤدي إلى تساقط الشعر، جفاف الجلد، وزيادة الحساسية للشمس.

  • الجراحة: قد تترك ندبات أو تغيرات في شكل الجلد، خصوصًا بعد استئصال الثدي أو إعادة البناء.

كيف نميز بين التغيرات الحميدة والخبيثة؟

من الطبيعي أن تمر المرأة بتغيرات جلدية في الثدي مرتبطة بالدورة الشهرية، الحمل أو الرضاعة. لكن هناك علامات مقلقة يجب التنبه لها:

  • استمرار التغيرات لفترة طويلة.

  • تفاقم الأعراض بمرور الوقت.

  • عدم الاستجابة للعلاج التقليدي مثل المضادات الحيوية أو الكريمات الموضعية.

في هذه الحالات، يكون من الضروري اللجوء إلى الطبيب لإجراء فحص سريري شامل، وقد يُطلب تصوير الثدي (ماموجرام أو أشعة موجات فوق صوتية) أو خزعة من الجلد أو الحلمة لتأكيد التشخيص.

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

  • ظهور تراجع مفاجئ في الحلمة.

  • تغير في لون أو سماكة الجلد.

  • وجود قرحة أو جرح لا يلتئم.

  • طفح جلدي مستمر على الحلمة أو الهالة.

  • عقد أو كتل صلبة قريبة من سطح الجلد.

أهمية التشخيص المبكر

تشخيص سرطان الثدي في مراحله الأولى قبل وصوله إلى الجلد يضاعف فرص الشفاء بشكل كبير. أما عند ظهور التغيرات الجلدية، فهذا قد يشير إلى مرحلة متقدمة نسبيًا، لكن التدخل الطبي المبكر لا يزال يحسن النتائج ويزيد فرص السيطرة على المرض.

الخلاصة

التغيرات الجلدية في سرطان الثدي تمثل إشارات تحذيرية لا يجب تجاهلها. الوعي بها يساهم في الكشف المبكر، والتمييز بين الحالات الحميدة والخبيثة. لا بد من مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير غير معتاد في الحلمة أو جلد الثدي. في عيادتنا نهتم بالتشخيص المبكر لسرطان الثدي باستخدام أحدث تقنيات الفحص، مع وضع خطة علاجية تناسب كل حالة. إذا لاحظتِ أي علامة مقلقة، بادري بحجز استشارة لتقييم وضعك بدقة واطمئنان.

موضـوعــات أخــري تهمــك
أمراض الجلد والشعر والأظافر (بالغين وأطفال)
التناسلية والذكورة والصحة الجنسية
🔴 استشاري – خبرة 15 عام – طنطا 🔴