الفيناسترايد والدوتاستيرايد: هل هما الحل لتساقط الشعر الوراثي لدى الرجال والنساء؟

هل الفيناسترايد أم الدوتاستيرايد هو الأفضل لعلاج تساقط الشعر الوراثي؟ في هذا المقال نشرح الفرق بين الدواءين، ونوضح الفعالية، الأمان، وتوصيات الاستخدام الطبي.

تساقط الشعر الوراثي، أو الصلع الوراثي، هو من أكثر مشكلات الشعر شيوعًا بين الرجال والنساء على حد سواء. هذه الحالة تؤثر على الثقة بالنفس والمظهر العام، وتدفع الكثيرين للبحث عن علاج فعال يوقف تساقط الشعر ويعيد نموه. في هذا السياق، يبرز اسما “الفيناسترايد” و”الدوتاستيرايد” كخيارين دوائيين يستخدمان بشكل متزايد لعلاج الصلع الوراثي. فما الفرق بينهما؟ وكيف يعمل كل منهما؟ وهل يمكن استخدامهما بأمان؟

ما هو تساقط الشعر الوراثي؟

تساقط الشعر الوراثي (Androgenetic Alopecia) هو حالة تحدث نتيجة حساسية بصيلات الشعر لهرمون ديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو مشتق من هرمون التستوستيرون يتم إنتاجه بواسطة إنزيم 5-alpha reductase. يؤدي تراكم هذا الهرمون في فروة الرأس إلى انكماش البصيلات وتقصير دورة حياة الشعرة، مما يؤدي تدريجيًا إلى ضعفها ثم تساقطها.

إنزيم 5-alpha reductase: المفتاح وراء تساقط الشعر الوراثي

هذا الإنزيم هو المسؤول عن تحويل هرمون التستوستيرون إلى DHT. ويوجد منه نوعان رئيسيان:

  • النوع الأول: يوجد بشكل أساسي في الجلد وفروة الرأس.

  • النوع الثاني: يوجد بنسبة أكبر في البروستاتا وبصيلات الشعر.

تثبيط هذا الإنزيم يؤدي إلى انخفاض إنتاج DHT، مما يحمي بصيلات الشعر ويمنع تدهورها.

الفيناسترايد (Finasteride): آلية عمله ودوره في علاج الصلع

الفيناسترايد هو دواء يعمل على تثبيط إنزيم 5-alpha reductase من النوع الثاني، مما يقلل إنتاج DHT في الجسم بنسبة تصل إلى 70%. يستخدم الفيناسترايد بجرعة يومية 1 ملغ لعلاج تساقط الشعر الوراثي عند الرجال، وقد ثبتت فعاليته في إبطاء التساقط وتحفيز نمو شعر جديد في العديد من الدراسات.

مزايا الفيناسترايد:

  • يقلل من مستويات DHT المرتبطة بتساقط الشعر

  • آمن ومرخص من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لهذا الاستخدام

  • مناسب للاستخدام طويل الأمد تحت إشراف طبي

الدوتاستيرايد (Dutasteride): هل هو أقوى من الفيناسترايد؟

الدوتاستيرايد هو دواء آخر ينتمي لنفس الفئة، لكنه يثبط إنزيم 5-alpha reductase من النوعين الأول والثاني، وبالتالي يقلل DHT بنسبة تفوق 90%. يُستخدم أساسًا لعلاج تضخم البروستاتا، لكنه يُستخدم بشكل غير رسمي (Off-label) لعلاج تساقط الشعر الوراثي في بعض الحالات.

مميزات الدوتاستيرايد:

  • أكثر فعالية في خفض DHT

  • قد يظهر نتائج أسرع وأقوى لبعض المرضى

  • يُستخدم بجرعة 0.5 ملغ يوميًا

الفرق بين الفيناسترايد والدوتاستيرايد

عند المقارنة بين الفيناسترايد والدوتاستيرايد لعلاج تساقط الشعر الوراثي، نجد الفروقات التالية:

  • قوة التأثير: الدوتاستيرايد أقوى في تثبيط DHT.

  • نطاق التثبيط: الفيناسترايد يثبط النوع الثاني فقط، بينما الدوتاستيرايد يثبط النوعين.

  • مدة الفعالية: تأثير الدوتاستيرايد يدوم لفترة أطول بعد التوقف عنه.

  • الاعتماد الرسمي: الفيناسترايد معتمد من FDA لعلاج تساقط الشعر، أما الدوتاستيرايد فلا يزال استخدامه خارج التوصيات الرسمية.

  • الآثار الجانبية: كلاهما قد يسبب انخفاض الرغبة الجنسية أو اضطرابات مزاجية، لكن النسبة قد تكون أعلى قليلاً مع الدوتاستيرايد.

ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟

رغم فعالية الفيناسترايد والدوتاستيرايد، فإن بعض المرضى قد يعانون من:

  • انخفاض الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب

  • اضطرابات في المزاج أو القلق

  • انخفاض كمية السائل المنوي

  • آلام في الثدي أو حساسية في الحلمات

  • في حالات نادرة جدًا: تأثير على الخصوبة

من الجدير بالذكر أن معظم الأعراض الجانبية تزول بعد التوقف عن الدواء، لكن المتابعة الدورية ضرورية.

استخدام الدواء في حالات خاصة

مرضى تضخم البروستاتا:

كلا الدواءين يُستخدم أيضًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، لذلك قد يفضل الأطباء استخدامهما في حالة وجود مشكلتين معًا (الصلع + تضخم البروستاتا)، ما قد يحقق فائدتين بعقار واحد.

مرضى السكري:

يجب الحذر عند استخدام هذه الأدوية مع مرضى السكري، لأن بعضهم قد يكون أكثر حساسية للأعراض الجانبية الجنسية، وقد يحتاجون إلى متابعة دقيقة.

الفيناسترايد والدوتاستيرايد للنساء: هل يمكن استخدامهما؟

يُمنع استخدام الفيناسترايد والدوتاستيرايد للنساء الحوامل أو القادرات على الحمل بسبب خطر التشوهات الخلقية في الأجنة الذكور. ومع ذلك، يمكن لبعض النساء بعد سن اليأس استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي صارم لعلاج حالات محددة من تساقط الشعر الوراثي.

متى تظهر نتائج العلاج؟

  • تبدأ النتائج عادة بعد 3 إلى 6 أشهر من الاستخدام المنتظم.

  • يحتاج العلاج إلى استمرار لفترة 12 شهرًا أو أكثر لتحقيق نتائج مرضية.

  • التوقف عن الدواء قد يؤدي إلى عودة التساقط تدريجيًا خلال أشهر.

نصائح قبل بدء العلاج بالفيناسترايد أو الدوتاستيرايد

  • استشارة الطبيب المتخصص لتقييم الحالة بدقة

  • إجراء تحاليل هرمونية وفحص وظائف البروستاتا للرجال

  • تجنب استخدام الدواء دون إشراف طبي

  • المراقبة الدورية لتقييم الفعالية ومتابعة الأعراض الجانبية

خيارات علاجية تكميلية

  • المينوكسيديل الموضعي: يُستخدم مع الفيناسترايد أو الدوتاستيرايد لتحفيز نمو الشعر.

  • البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تعزز تغذية البصيلات.

  • الميزوثيرابي: يساعد في تنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس.

  • المكملات الغذائية: مثل الزنك والبيوتين، تلعب دورًا مساعدًا.

أسئلة شائعة يطرحها المرضى

هل يجب استخدام الدواء مدى الحياة؟

في أغلب الحالات، نعم. لأن التوقف عن العلاج يؤدي إلى عودة التساقط.

هل يمكن استخدام العلاج مع زراعة الشعر؟

نعم، بل يُنصح باستخدامه بعد الزراعة للمحافظة على الشعر الطبيعي ومنع تساقطه.

هل الفيناسترايد يُؤثر على مستوى التستوستيرون؟

لا يقلل من التستوستيرون الكلي، بل يُقلل من تحوله إلى DHT فقط.

هل أحد الدواءين أفضل من الآخر؟

يعتمد اختيار الدواء الأنسب على عوامل كثيرة منها شدة الحالة، التحمل الشخصي للدواء، وجود أعراض جانبية سابقة، والتاريخ المرضي للمريض. بالنسبة لمعظم الرجال، يعتبر الفيناسترايد خيارًا آمنًا وفعّالًا كبداية. أما في الحالات الشديدة أو التي لم تستجب بشكل جيد، قد يُفكر الطبيب في استخدام الدوتاستيرايد كخيار أقوى.

الختام

إذا كنت تعاني من تساقط الشعر الوراثي وتفكر في استخدام الفيناسترايد أو الدوتاستيرايد، من المهم ألا تتسرع في اتخاذ القرار دون استشارة طبية. فكل حالة لها ظروفها الخاصة، وما يناسب شخصًا قد لا يناسب غيره. في عيادتنا، نقدم تقييمًا دقيقًا لحالة الشعر باستخدام أحدث التقنيات مثل الفحص بالديرموسكوب، ونساعدك في اختيار خطة العلاج الأنسب لضمان أفضل النتائج وتحقيق تحسن حقيقي في مظهر شعرك وثقتك بنفسك.

موضـوعــات أخــري تهمــك
أمراض الجلد والشعر والأظافر (بالغين وأطفال)
التناسلية والذكورة والصحة الجنسية
🔴 استشاري – خبرة 15 عام – طنطا 🔴