ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو فيروس شائع جداً يصيب الجلد والأغشية المخاطية، ويُعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالثآليل التناسلية وأنواع متعددة من السرطان، أهمها سرطان عنق الرحم. هناك أكثر من 100 نوع مختلف من هذا الفيروس، منها ما يسبب التغيرات الحميدة، ومنها ما يسبب تغيرات خبيثة قد تتحول إلى أورام سرطانية.
طرق انتقال فيروس HPV
ينتقل الفيروس بشكل أساسي عبر الاتصال الجنسي بمختلف أنواعه (المهبلي، الشرجي، الفموي)، ويمكن أيضاً أن ينتقل عن طريق ملامسة الجلد أو الأغشية المخاطية لشخص مصاب. في حالات نادرة، قد ينتقل من الأم إلى الجنين أثناء الولادة. للأسف، قد لا تظهر أعراض واضحة على المصاب، مما يزيد من صعوبة اكتشافه وانتشاره.
لماذا يُوصى بالتطعيم ضد فيروس HPV؟
يُعد التطعيم أفضل وسيلة وقائية لحماية الجسم من الإصابة بأنواع HPV الأكثر شيوعاً وخطورة. يساهم اللقاح في تقليل نسبة الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالفيروس، خصوصاً سرطان عنق الرحم الذي يُعد رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في العالم. كما أنه يقي من الثآليل التناسلية التي قد تسبب مشكلات نفسية وصحية.
متى يجب أخذ اللقاح؟
توصي المنظمات الصحية العالمية بإعطاء اللقاح للفتيات والفتيان في سن 9 إلى 14 عاماً، أي قبل بدء أي نشاط جنسي، لضمان أقصى فعالية. ومع ذلك، يمكن إعطاؤه حتى سن 26 عاماً، وأحياناً بعد ذلك في بعض الحالات الخاصة حسب استشارة الطبيب.
أنواع اللقاحات المتاحة
جارداسيل (Gardasil): يحمي من أربعة أنواع رئيسية من الفيروس، ويستخدم على نطاق واسع.
جارداسيل 9: يغطي تسعة أنواع، ويقدم حماية أوسع.
سيرفاريكس (Cervarix): يقي من نوعين عاليي الخطورة يسببان معظم حالات سرطان عنق الرحم.
فوائد التطعيم متعددة
الحماية الفعّالة من سرطان عنق الرحم وسرطانات المهبل، الفرج، الشرج، وبعض سرطانات الرأس والرقبة.
الوقاية من ظهور الثآليل التناسلية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة النفسية والجسدية.
تقليل معدل انتشار الفيروس في المجتمع، وبالتالي حماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
الأعراض الجانبية للقاح
عادةً ما تكون الأعراض الجانبية خفيفة ومؤقتة، مثل:
ألم أو تورم أو احمرار في موضع الحقن.
صداع أو شعور بالتعب العام.
ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
نادراً ما تحدث ردود فعل تحسسية شديدة، لذا يجب مراقبة الشخص بعد التطعيم لفترة قصيرة.
هل التطعيم مفيد للنساء المتزوجات؟
نعم، حتى وإن بدأت المرأة حياتها الجنسية، يمكنها الاستفادة من اللقاح، لأنه يساعد في الوقاية من أنواع الفيروس التي لم تتعرض لها بعد. ومع ذلك، فإن أفضل توقيت لأخذ اللقاح هو قبل أي تعرض للفيروس.
هل يغطي اللقاح كل أنواع فيروس HPV؟
لا، لكنه يغطي الأنواع الأكثر تسبباً في السرطانات والثآليل التناسلية. ولهذا السبب، تظل الفحوصات الدورية، مثل مسحة عنق الرحم (Pap smear)، ضرورية حتى بعد التطعيم.
نصائح وقائية أخرى
الالتزام بالفحوصات الدورية لدى طبيب النساء.
استخدام الواقيات أثناء العلاقة الجنسية للحد من انتقال الفيروس.
الامتناع عن التدخين، لأنه يساهم في زيادة خطر تطور التغيرات الخبيثة في الخلايا.
التوعية والتثقيف الجنسي السليم لتقليل خطر التعرض للفيروس.
الفئات التي يُنصح لها بالتطعيم
الفتيات والفتيان في سن 9–14 عاماً.
المراهقون والشباب حتى سن 26 عاماً الذين لم يحصلوا على اللقاح سابقاً.
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.
النساء المتزوجات، بعد استشارة الطبيب.
في الختام
التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري خطوة مهمة لحماية صحتك وصحة من تحب. هو ليس مجرد لقاح، بل هو استثمار طويل الأمد في حياتك، يحميك من أمراض خطيرة، ويمنحك راحة البال. لا تتردد في التواصل معنا لحجز استشارة طبية ومناقشة تفاصيل التطعيم المناسب لك. صحتك أمانة، فاحرص عليها قبل فوات الأوان.
