الحصبة: فيروس خطير يمكن تجنبه بلقاح بسيط يحمي حياة أطفالنا

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، لكنه قابل للوقاية بلقاح بسيط. في هذا المقال نعرض أعراضه، مخاطره، وأهمية التطعيم لحماية الأطفال.

ما هي الحصبة؟

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب غالبًا الأطفال، ويسببه فيروس ينتمي إلى عائلة “الباراميكسوفيروس”. تنتقل العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من الأنف أو الفم عند السعال أو العطس. وعلى الرغم من أن المرض يمكن الوقاية منه بسهولة، إلا أنه لا يزال يشكل خطرًا حقيقيًا في بعض المجتمعات بسبب انخفاض معدلات التطعيم.

أعراض الحصبة: كيف تتعرف عليها؟

الأعراض المبكرة:

  • حمى مرتفعة تبدأ عادة بعد 10 إلى 12 يومًا من التعرض للفيروس.

  • سعال جاف.

  • سيلان الأنف.

  • التهاب الحلق.

  • احمرار العينين (التهاب الملتحمة).

العلامات المميزة:

  • ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم تُعرف ببقع كوبليك.

  • بعد أيام قليلة، يظهر طفح جلدي أحمر يبدأ من الوجه وينتشر تدريجيًا إلى باقي الجسم.

كيف تنتقل الحصبة؟

فيروس الحصبة شديد العدوى ويمكن أن يبقى نشطًا في الهواء أو على الأسطح لمدة تصل إلى ساعتين. يكفي مجرد التواجد في غرفة مرّ بها شخص مصاب منذ فترة قصيرة لالتقاط العدوى، مما يفسر سرعة انتشاره في غياب المناعة.

المضاعفات المحتملة: لماذا لا يجب الاستهانة بالحالة؟

رغم أن الحصبة قد تبدو بسيطة في بدايتها، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة عند الأطفال الصغار أو من يعانون من ضعف المناعة:

  • التهاب الأذن الوسطى.

  • الإسهال الشديد.

  • الالتهاب الرئوي.

  • التهاب الدماغ (وهو من أخطر المضاعفات وقد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ).

  • الوفاة، خاصة في الدول النامية التي تعاني من ضعف في البنية الصحية.

التشخيص والعلاج

لا يوجد علاج نوعي للفيروس نفسه، لكن يمكن التعامل مع الأعراض لتخفيف المعاناة:

التشخيص:

  • يتم التشخيص عادة عبر الفحص السريري وملاحظة الأعراض.

  • في بعض الحالات، تُطلب تحاليل دم لتأكيد الإصابة.

العلاج:

  • الراحة التامة في الفراش.

  • تناول خافضات الحرارة ومسكنات الألم.

  • الإكثار من السوائل.

  • في بعض الحالات، يُعطى فيتامين A لتقليل شدة المرض.

اللقاح: وسيلة فعالة للوقاية

لقاح الحصبة هو جزء من تطعيم الثلاثي الفيروسي (MMR) الذي يشمل أيضًا النكاف والحصبة الألمانية. يُعطى عادة على جرعتين:

  • الجرعة الأولى: في عمر 12 إلى 15 شهرًا.

  • الجرعة الثانية: في عمر 4 إلى 6 سنوات.

فعالية اللقاح:

  • تمنح الجرعتان حماية تصل إلى 97%.

  • حتى في حال الإصابة، فإن المرض يكون أخف كثيرًا عند الملقحين.

لماذا نشهد عودة ظهور الحصبة في بعض الدول؟

رغم وجود لقاح فعال، شهد العالم في السنوات الأخيرة زيادة في حالات الحصبة. يعود ذلك إلى:

  • انخفاض معدلات التطعيم بسبب الخوف أو المعلومات المغلوطة.

  • الحروب والنزاعات التي تعيق برامج التطعيم.

  • الهجرة من مناطق لا تتوفر فيها اللقاحات.

كيف تحمي طفلك؟

نصائح وقائية:

  • تأكد من حصول الطفل على الجرعتين الكاملتين من اللقاح.

  • تجنب اختلاطه بأشخاص تظهر عليهم أعراض الحصبة.

  • العناية بنظافة اليدين والأسطح.

  • مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض مريبة.

كلمة أخيرة:

الحصبة ليست مرضًا عاديًا، بل قد تتحول إلى تهديد حقيقي لحياة الطفل إن لم يتم الوقاية منها. والخبر السار أن الوقاية منها سهلة وفعالة: لقاح بسيط في وقته المناسب يُحدث فرقًا هائلًا.

إذا كنت غير متأكد من حالة تطعيم طفلك أو لاحظت أعراضًا مثيرة للقلق، فلا تتردد في التواصل معنا. صحتهم تبدأ بخطوة بسيطة… استشارة أو زيارة للعيادة قد تنقذ حياة.

موضـوعــات أخــري تهمــك
أمراض الجلد والشعر والأظافر (بالغين وأطفال)
التناسلية والذكورة والصحة الجنسية
🔴 استشاري – خبرة 15 عام – طنطا 🔴