تربية الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب أصبحت شائعة في العديد من البيوت، خصوصًا لما تضيفه من بهجة ودفء في الحياة اليومية. لكن على الجانب الآخر، قد تكون هذه الحيوانات مصدرًا غير متوقع لبعض الأمراض الجلدية التي تصيب الأطفال والكبار، خاصة إذا لم تتم العناية الصحية بها بشكل كافٍ. في هذا المقال، نلقي الضوء على أهم الأمراض الجلدية التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات الأليفة، ومدى خطورتها، وطرق الوقاية والعلاج.
الأمراض الجلدية الشائعة التي تنتقل من الحيوانات الأليفة
التينيا (السعفة الجلدية)
ما هي؟
عدوى فطرية سطحية تُصيب الجلد، وتظهر على هيئة بقع دائرية حمراء مرتفعة الحواف، وقد تسبب الحكة وتساقط الشعر.
كيف تنتقل؟
من خلال ملامسة شعر الحيوان أو جلده المصاب، خاصة القطط والكلاب الصغيرة، أو مشاركة أدواتها مثل الفرش أو الوسائد.
مدى الخطورة:
غير خطيرة إذا عُولجت مبكرًا، لكنها قد تنتشر بسرعة وتُسبب تشوهات جلدية مؤقتة إن أُهملت.
الجرب الحيواني (Scabies)
ما هو؟
مرض جلدي يُسبّبه نوع من الطفيليات (العثّ)، يؤدي إلى حكة شديدة وطفح جلدي، خاصة في اليدين والبطن والمناطق الرطبة.
طريقة الانتقال:
قد ينتقل من الكلاب والقطط المصابة إلى الإنسان عبر التلامس المباشر، لكن الأنواع التي تُصيب الحيوانات عادة ما تكون أقل حدة عند البشر وتزول خلال أيام.
هل هو خطير؟
مزعج ومُعدٍ، لكنه نادرًا ما يكون خطيرًا، خاصة إذا عُولج سريعًا.
البراغيث ولدغاتها
ما هي؟
البراغيث هي طفيليات صغيرة تعيش على جلد الحيوان وتتغذى على دمه. يمكن أن تلدغ الإنسان مسببة حكة شديدة وبثورًا صغيرة.
طريقة الانتقال:
عندما يعيش الإنسان في بيئة بها حيوانات غير مُعالجة من البراغيث، يمكن أن تنتقل إليه بسهولة.
مضاعفات محتملة:
قد تنقل البراغيث أيضًا بعض أنواع البكتيريا أو الديدان الشريطية.
القوباء الحلقيّة (Ringworm)
رغم أن اسمها يوحي بأنها ديدان، إلا أنها عدوى فطرية تُشبه السعفة، وتُعد من أكثر الأمراض الجلدية انتقالًا من القطط والكلاب إلى الأطفال تحديدًا.
الأعراض:
بقع دائرية متقشرة، قد تكون مصحوبة بتساقط شعر إذا ظهرت في فروة الرأس.
الحساسية الجلدية (التحسس من وبر الحيوانات)
ما هي؟
استجابة مناعية مفرطة لبعض بروتينات الحيوانات الموجودة في اللعاب، البول، أو الوبر.
الأعراض:
حكة، طفح جلدي، احمرار، وقد يصاحبها أعراض تنفسية مثل العطس والربو.
مدى الانتشار:
تُصيب نسبة ليست قليلة من الأطفال، خصوصًا ممن لديهم استعداد وراثي للحساسية.
كيف نقي أنفسنا وأطفالنا من هذه الأمراض؟
العناية بالحيوان الأليف
الفحص البيطري الدوري للحيوان.
تحميم الحيوان بانتظام باستخدام شامبو مضاد للطفيليات.
استخدام طوق ضد البراغيث عند الحاجة.
تجنّب نوم الحيوان على أسرّة الأطفال.
العناية بالنظافة الشخصية
غسل اليدين بعد ملامسة الحيوان أو تنظيف فضلاته.
تعليم الأطفال عدم تقبيل الحيوان أو وضع أيديهم في أفواههم بعد اللعب معه.
تنظيف البيت باستمرار، خصوصًا الأماكن التي يتواجد بها الحيوان.
عزل الحيوان عند ظهور أعراض مرضية
في حال ظهور أي علامات جلدية على الحيوان (مثل تساقط الشعر، القشور، أو الحكة المفرطة)، يجب عزله مؤقتًا عن الأطفال واللجوء للطبيب البيطري فورًا.
متى نلجأ للطبيب؟
إذا ظهرت على الطفل بقع غريبة أو حكة مستمرة بعد اللعب مع الحيوان.
إذا كان هناك تاريخ للحساسية أو الربو في العائلة.
إذا لم تتحسن الأعراض الجلدية باستخدام الكريمات المعتادة.
طرق علاج الأمراض الجلدية الناتجة عن الحيوانات
مضادات الفطريات
مثل الكريمات الموضعية (كلوتريمازول أو ميكونازول)، وفي الحالات الشديدة يمكن وصف أدوية فموية مثل “فلوكونازول” أو “تيربينافين”.
مضادات الطفيليات
مثل كريمات البيرميثرين لعلاج الجرب، أو الأدوية المخصصة للقضاء على البراغيث من جسم الحيوان والمنزل.
مضادات الهيستامين
للتعامل مع الحساسية والطفح الجلدي الناتج عن التحسس من وبر الحيوانات.
نصائح مهمة للأسر التي تربي حيوانات أليفة
لا تترك الأطفال يعتنون بالحيوان بمفردهم، خاصة عند تنظيفه.
راقب دائمًا التغيرات الجلدية على جلد الطفل والحيوان.
لا تقتنِ حيوانًا جديدًا دون التأكد من سلامته عبر الطبيب البيطري.
درّب أطفالك على احترام الحيوان دون التلامس المباشر الطويل.
كلمة أخيرة
تربية الحيوانات الأليفة تجربة رائعة ومفيدة نفسيًا للأطفال والكبار، لكنها تحتاج إلى وعي صحي كافٍ. إذا لاحظت أي أعراض جلدية غير معتادة لدى طفلك أو أفراد أسرتك، لا تتردد في استشارتنا في العيادة للاطمئنان وبدء العلاج في الوقت المناسب. صحتكم وسلامة أطفالكم دائمًا أولويتنا.