تحليل السائل المنوي: دليل شامل لفهم الخصوبة لدى الرجل

في رحلة الاستعداد للزواج أو مواجهة تحديات تأخر الإنجاب، تبرز أهمية تحليل السائل المنوي كأحد أبرز الفحوصات التشخيصية التي لا غنى عنها لفهم الحالة الإنجابية للرجل. ورغم بساطة الإجراء، إلا أن نتائجه قد تكون حاسمة في تقييم القدرة على الإنجاب ووضع خطة علاجية مناسبة إذا لزم الأمر.

ما هو تحليل السائل المنوي؟

تحليل السائل المنوي (Semen Analysis) هو فحص معملي يُجرى على عينة من القذف الذكري، لقياس عدة مؤشرات ترتبط مباشرة بخصوبة الرجل، مثل عدد الحيوانات المنوية، حركتها، شكلها، حجم السائل، ولزوجته.
يُطلب التحليل عادة في الحالات التالية:

• قبل الزواج للتأكد من سلامة الخصوبة.

• بعد مرور عام على الزواج دون حدوث حمل رغم العلاقة المنتظمة.

• في حالات الإجهاض المتكرر بدون سبب واضح.

• قبل الإقدام على إجراءات التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري.

كيف يتم التحضير لتحليل السائل المنوي؟

• الامتناع عن الجماع أو القذف لمدة 2 إلى 5 أيام قبل التحليل للحصول على نتائج دقيقة.

• تجنُّب الكحول والتدخين والأدوية غير الضرورية خلال أيام التحضير.

• إبلاغ الطبيب في حال استخدام أي أدوية أو مكملات، لأنها قد تؤثر على النتيجة.

• تسليم العينة في الوقت المناسب (يفضل خلال 30 إلى 60 دقيقة من القذف).

ما المؤشرات التي يقيسها التحليل؟ وماذا تعني؟

1. الحجم (Volume)

• المعدل الطبيعي يتراوح بين 1.5 إلى 6 مل.

• القلة الشديدة قد تعني وجود انسداد أو ضعف في الغدد المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي.

2. العدد (Sperm Count)

• الطبيعي: أكثر من 15 مليون حيوان منوي في المللي الواحد.

• انخفاض العدد قد يشير إلى مشاكل في الخصيتين أو اضطرابات هرمونية.

3. الحركة (Motility)

• الطبيعي: أكثر من 40% من الحيوانات المنوية تتحرك، ونسبة جيدة منها تتحرك حركة سريعة.

• ضعف الحركة يقلل من فرص وصول الحيوان المنوي للبويضة.

4. الشكل (Morphology)

• الطبيعي: أكثر من 4% (وفق معايير منظمة الصحة العالمية).

• ارتفاع نسبة التشوهات قد يدل على مشاكل وراثية أو تعرض لعوامل ضارة.

5. اللزوجة (Viscosity)

• زيادة اللزوجة تعيق حركة الحيوانات المنوية.

6. الرقم الهيدروجيني (pH)

• الطبيعي بين 7.2 و8.0.

• الانحراف عن هذا النطاق قد يشير إلى التهابات أو انسداد.

7. وجود خلايا صديدية أو دم

• وجود كريات دم بيضاء بكثرة قد يشير إلى التهاب أو عدوى.

• وجود دم يستدعي تقييم دقيق إضافي.

هل نتيجة واحدة كافية للحكم على الخصوبة؟

غالبًا لا. يُنصح بإجراء التحليل مرتين إلى ثلاث مرات على فترات متباعدة لضمان دقة النتائج.

أسباب شائعة تؤثر على نتائج التحليل

عوامل مؤقتة

• ارتفاع درجة حرارة الجسم.

• الضغط النفسي الشديد.

• الإصابة بعدوى مؤقتة.

• الإفراط في ممارسة العادة السرية أو الامتناع المطول.

عوامل مستمرة

• دوالي الخصية.

• الاضطرابات الهرمونية.

• مشاكل خلقية أو انسدادات بالقنوات المنوية.

• تأثيرات الأدوية أو التعرض لمواد سامة.

• الأمراض المزمنة مثل السكري.

هل تحليل السائل المنوي كافٍ لتشخيص سبب تأخر الإنجاب؟

تحليل السائل المنوي هو خطوة أولى أساسية، لكنه ليس كافيًا وحده دائمًا. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى:

• تحاليل هرمونية.

• تصوير الخصيتين بالموجات فوق الصوتية.

• تحليل جيني في بعض حالات نقص العدد أو انعدامه.

• فحوصات العدوى المنقولة جنسيًا.

ماذا بعد التحليل؟

إذا كانت النتائج طبيعية

• يتم توجيه التركيز إلى تقييم الزوجة أو توقيت العلاقة الزوجية.

إذا وُجدت مشاكل

• يُحدد العلاج بناءً على السبب، ويشمل:

  • علاج دوائي.

  • علاج دوالي الخصية إن وجدت.

  • تعديل نمط الحياة.

  • اللجوء لتقنيات الإنجاب المساعدة.

نصائح للمقبلين على الزواج لتحسين الخصوبة

• الحفاظ على وزن صحي.

• تقليل التعرض للحرارة الزائدة.

• الامتناع عن التدخين والكحول.

• ممارسة الرياضة بانتظام.

• تقليل التوتر وتحسين النوم.

• تناول أطعمة غنية بالزنك وفيتامين C وE وحمض الفوليك.

كلمة أخيرة

إذا كنت مقبلًا على الزواج أو تحاول الإنجاب دون جدوى، فلا تتردد في إجراء تحليل السائل المنوي. فهو فحص بسيط لكنه يحمل إجابات مهمة، وقد يكون البداية نحو رحلة علاج ناجحة.
ندعوك لزيارة عيادتنا لتقييم حالتك بشكل شامل ووضع خطة علاج مخصصة لحالتك بخبرة طبية موثوقة ورعاية إنسانية شاملة.