دوالي الخصية: السبب الخفي وراء العقم عند الرجال

دوالي الخصية حالة شائعة تصيب الرجال وتعد سببًا رئيسيًا في تأخر الإنجاب. في هذا المقال نشرح أسبابها، أعراضها، طرق التشخيص، وأساليب العلاج الحديثة لتحسين فرص الحمل واستعادة الصحة الإنجابية.

ما هي دوالي الخصية؟

دوالي الخصية (Varicocele) هي توسع غير طبيعي في الأوردة المحيطة بالحبل المنوي داخل كيس الصفن. تشبه إلى حد كبير دوالي الساقين، لكنها تظهر في مكان حساس يؤثر مباشرة على صحة الخصيتين ووظائفهما. تعد من أكثر أسباب ضعف الخصوبة عند الرجال شيوعًا، إذ قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها بشكل ملحوظ، وقد تكون السبب وراء العقم عند عدد كبير من الأزواج دون أن يدركوا ذلك.

كيف تتكون دوالي الخصية؟

تنشأ دوالي الخصية بسبب ارتجاع الدم داخل أوردة الخصية نتيجة ضعف في الصمامات الوريدية المسؤولة عن تنظيم تدفق الدم. هذا الخلل يؤدي إلى تجمع الدم وارتفاع درجة حرارة الخصية، ما يعيق عملها الطبيعي ويؤثر على البيئة الداخلية اللازمة لإنتاج حيوانات منوية سليمة.

العوامل المساعدة في ظهورها

  • ضعف الصمامات الوريدية الخِلقِي.

  • الضغط الزائد داخل البطن نتيجة الإمساك المزمن أو رفع الأحمال الثقيلة.

  • الوقوف لفترات طويلة بشكل متكرر.

  • نمو دوالي في سن البلوغ بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة تدفق الدم.

  • وجود عوامل وراثية تجعل بعض الرجال أكثر عرضة للإصابة.

أعراض دوالي الخصية

كثير من الرجال قد يصابون بدوالي الخصية دون أعراض واضحة، ولكن في بعض الحالات قد تظهر العلامات التالية:

الأعراض الشائعة

  • ألم أو ثِقَل في كيس الصفن يزداد مع الوقوف أو المجهود ويخف عند الاستلقاء.

  • تورم أو كتلة محسوسة في كيس الصفن.

  • اختلاف حجم الخصيتين (غالبًا صغر في حجم الخصية المصابة).

  • شعور بالحرارة في كيس الصفن.

  • تأخر الإنجاب أو اكتشاف ضعف الحيوانات المنوية عند الفحوصات.

درجات دوالي الخصية

يقسم الأطباء دوالي الخصية إلى ثلاث درجات رئيسية:

  1. الدرجة الأولى: لا تُرى بالعين، لكنها تُكتشف بالفحص السريري عند زيادة الضغط (مثل الكحة).

  2. الدرجة الثانية: يمكن جسّها باليد لكنها غير مرئية.

  3. الدرجة الثالثة: يمكن رؤيتها بالعين المجردة وتظهر كشبكة متعرجة من الأوردة فوق الخصية.

العلاقة بين دوالي الخصية والعقم

تؤثر دوالي الخصية على الخصوبة من خلال عدة آليات:

  • ارتفاع الحرارة داخل الخصية: ما يقلل من كفاءة إنتاج الحيوانات المنوية ويؤثر على نضجها.

  • ضعف وصول الأكسجين والغذاء: نتيجة احتقان الدم الوريدي.

  • زيادة الجذور الحرة (Free radicals): ما يؤدي إلى تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية.

  • اضطراب في إفراز الهرمونات الذكرية: أحيانًا يؤدي إلى انخفاض هرمون التستوستيرون.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 40% من الرجال المصابين بالعقم الأولي يعانون من دوالي الخصية، كما أن علاجها قد يحسن فرص الحمل بشكل كبير في العديد من الحالات.

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب في التشخيص على عدة خطوات:

الفحص السريري

  • فحص الخصيتين أثناء الوقوف والرقود.

  • اختبار زيادة الضغط عن طريق الكحة.

الفحوصات المساعدة

  • دوبلر الخصية (Scrotal Doppler): لقياس حجم الأوردة وارتجاع الدم.

  • تحليل السائل المنوي: لتقييم عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها.

  • تحاليل هرمونية: أحيانًا لفحص مستوى هرمون التستوستيرون والهرمونات المنظمة له.

طرق العلاج

ليس كل مريض بحاجة لعلاج، ولكن القرار يعتمد على الأعراض، وتأثير دوالي الخصية على الخصوبة، ووجود ألم أو ضمور في الخصية.

العلاج المحافظ

  • المسكنات البسيطة لتخفيف الألم.

  • ارتداء داعم للخصية لتقليل الضغط والشعور بالثقل.

  • متابعة دورية لتحليل السائل المنوي لمراقبة التغيرات.

  • تعديل نمط الحياة مثل تجنب الوقوف الطويل أو حمل الأوزان الثقيلة.

العلاج الجراحي

هو الخيار الأكثر فاعلية عند وجود تأثير على الخصوبة أو ألم مزمن:

  1. الجراحة المفتوحة (Varicocelectomy): ربط الأوردة المصابة من خلال شق جراحي صغير.

  2. الجراحة الميكروسكوبية: أكثر دقة وتقلل من نسبة رجوع الدوالي، وتعتبر الأفضل لزيادة فرص تحسين الخصوبة.

  3. المنظار الجراحي: يتم عبر شقوق صغيرة في البطن وربط الأوردة المصابة.

  4. القسطرة العلاجية (Embolization): إجراء غير جراحي باستخدام الأشعة، حيث تُغلق الأوردة المصابة من الداخل دون شق جراحي.

نسبة نجاح العمليات

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 60–80% من الرجال يظهر لديهم تحسن ملحوظ في نتائج تحليل السائل المنوي بعد العملية. كما ترتفع فرص الحمل الطبيعي بشكل ملموس خلال السنة الأولى من العلاج، خاصة إذا لم تكن هناك مشكلات أخرى لدى الزوجة.

هل يعود الإنجاب بعد علاج دوالي الخصية؟

الكثير من الدراسات تؤكد تحسن تحليل السائل المنوي بعد العملية، وزيادة فرص الحمل الطبيعي. ومع ذلك، فإن النتيجة تعتمد على عدة عوامل مثل عمر الرجل، مدة العقم، وحالة الخصية قبل العلاج. قد يُنصح أحيانًا باللجوء إلى وسائل مساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري إذا لم يتحقق الحمل بعد فترة مناسبة.

الوقاية ونمط الحياة الصحي

رغم أن الوقاية التامة ليست ممكنة، إلا أن بعض النصائح تساعد على تقليل الأعراض والوقاية من المضاعفات:

  • تجنب الإمساك المزمن من خلال نظام غذائي غني بالألياف.

  • ممارسة الرياضة بانتظام لكن دون إجهاد مفرط.

  • ارتداء الملابس الداخلية المريحة وتجنب الضيقة جدًا.

  • المتابعة الطبية المبكرة عند ظهور أي أعراض.

  • التوقف عن التدخين وتحسين نمط الحياة لأنه قد يزيد من مشكلات الخصوبة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب عند:

  • الشعور بألم أو ثِقَل مستمر في الخصية.

  • وجود اختلاف ملحوظ في حجم الخصيتين.

  • تأخر الإنجاب بعد سنة من الزواج.

  • ظهور كتلة أو عروق بارزة في كيس الصفن.

  • ملاحظة تراجع في الرغبة أو الأداء الجنسي.

الخلاصة

دوالي الخصية من الحالات الشائعة التي قد تمر بصمت، لكنها تُعد سببًا رئيسيًا في ضعف الخصوبة لدى الرجال. التشخيص المبكر والعلاج المناسب قد يحسن فرص الإنجاب بشكل كبير، ويخفف من الأعراض المزعجة.

الاهتمام بالصحة الإنجابية ليس رفاهية، بل ضرورة لحياة زوجية مستقرة وآمنة. إذا كنت تشك بوجود دوالي الخصية، فلا تتردد في زيارتنا ولقاء د/ سالم صلاح (استشاري التناسلية والذكورة والصحة الجنسية) لاتخاذ القرار الصحيح لحالتك، فقد يكون هذا القرار نقطة تحول في حياتك الأسرية.

موضـوعــات أخــري تهمــك
أمراض الجلد والشعر والأظافر (بالغين وأطفال)
التناسلية والذكورة والصحة الجنسية
🔴 استشاري – خبرة 15 عام – طنطا 🔴