تُعد قرح الفم من المشكلات الشائعة التي تصيب كثيرًا من الناس في مراحل عمرية مختلفة. وهي غالبًا ما تكون مزعجة، لكنها غير خطيرة وتزول من تلقاء نفسها خلال أيام. ولكن، في بعض الأحيان، قد تكون هذه القرح مؤشرًا على حالة صحية أعمق، أو عرضًا يحتاج إلى فحص وتشخيص دقيق.
في هذا المقال، نستعرض أسباب قرح الفم، أنواعها، متى تكون طبيعية، ومتى ينبغي القلق منها، وطلب استشارة طبية متخصصة.
ما هي قرح الفم؟
تعريف بسيط:
قرح الفم هي تقرحات صغيرة ومؤلمة تظهر داخل الفم أو على اللثة أو اللسان أو الشفاه الداخلية. تكون عادة مستديرة أو بيضاوية الشكل، بيضاء أو صفراء من الداخل، ومحاطة بهالة حمراء.
الأنواع الشائعة:
القرح القلاعية البسيطة: وهي الأكثر شيوعًا، وتُشفى خلال أسبوع إلى أسبوعين.
القرح القلاعية الكبرى: أكبر حجمًا وقد تستغرق وقتًا أطول للشفاء.
القرح الهربسية الشكل: صغيرة متعددة تشبه قرح فيروس الهربس ولكن لا يسببها الفيروس نفسه.
الأسباب الشائعة لقرح الفم
عضّ الخد أو اللسان عن طريق الخطأ.
تناول أطعمة حارة أو مالحة أو حامضة.
التوتر أو الإجهاد النفسي.
نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين B12 أو الحديد.
استخدام فرشاة أسنان خشنة أو معجون أسنان يحتوي على لوريل سلفات الصوديوم.
التحسس من بعض الأطعمة (مثل الشوكولاتة، القهوة، المكسرات، الجبن).
أطقم الأسنان أو التقويم غير المناسب.
متى تكون قرح الفم طبيعية؟
لا داعي للقلق إذا:
ظهرت قرحة واحدة صغيرة.
زالت خلال 7-14 يومًا دون تدخل طبي.
لا توجد أعراض مصاحبة أخرى.
علامات الخطر في قرح الفم
ينبغي الانتباه واستشارة الطبيب إذا لاحظت أيًّا مما يلي:
1. استمرار القرح لأكثر من 3 أسابيع
القرح الطبيعية تُشفى عادة خلال أسبوع أو أسبوعين. استمرارها فترة أطول قد يشير إلى مشكلة مزمنة.
2. تكرار ظهور القرح بشكل مستمر
تكرار القرح بشكل متقارب ودائم قد يدل على نقص مناعي أو اضطرابات جهازية مثل داء بهجت أو الذئبة الحمراء.
3. ظهور قرح متعددة ومؤلمة جدًا
خصوصًا إذا كانت القرح كثيرة العدد، ومؤلمة بدرجة تعيق الأكل أو التحدث.
4. وجود أعراض مصاحبة
مثل:
الحمى.
تورم العقد اللمفاوية.
فقدان الوزن غير المبرر.
طفح جلدي.
التهاب في العينين أو الأعضاء التناسلية.
5. قرح غير مؤلمة ولكنها لا تلتئم
القرح غير المؤلمة التي لا تزول قد تكون عرضًا أوليًّا لسرطان الفم، خصوصًا لدى المدخنين أو من يعانون من مشكلات مناعية.
6. القرح الناتجة عن دواء معين
بعض الأدوية قد تسبب تقرحات كأثر جانبي، مثل أدوية العلاج الكيميائي، أو مثبطات المناعة، أو أدوية ضغط الدم.
متى تزور الطبيب؟
ينصح بمراجعة طبيب الأسنان أو طبيب الجلدية أو طبيب الباطنة إذا:
لم تلتئم القرح بعد 3 أسابيع.
كانت القرح متكررة أو كثيرة العدد.
ظهرت أعراض مصاحبة مقلقة.
كنت تتناول دواءً جديدًا وظهرت القرح بعده.
كنت تعاني من نقص في الوزن أو فقر دم.
التشخيص والعلاج
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد على الفحص السريري، التاريخ الطبي، وأحيانًا تحليل دم للكشف عن نقص الفيتامينات أو أمراض مناعية.
خيارات العلاج:
المرهمات والمضمضات المضادة للالتهاب.
أدوية مسكنة موضعية لتخفيف الألم.
مكملات الفيتامينات عند وجود نقص.
علاج السبب الأساسي إذا كان هناك مرض جهازي أو مناعي.
نصائح للوقاية وتخفيف الأعراض
تجنب الأطعمة التي تهيج الفم (الحارة، الحمضية، المالحة).
استخدام فرشاة ناعمة ومعجون أسنان لطيف.
تناول طعام متوازن غني بالفيتامينات.
تقليل التوتر النفسي قدر الإمكان.
شرب كميات كافية من الماء.
كلمة أخيرة
قرح الفم ليست دائمًا مجرد إزعاج بسيط، بل قد تكون نافذة نطلّ منها على مشكلات صحية أكبر. لا تتردد في استشارة الطبيب إذا طالت مدتها، أو تكررت، أو ظهرت معها أعراض أخرى. الصحة تبدأ من الفم، والعناية به مفتاح لصحة الجسم كله.
وإذا كنت تعاني من قرح فم متكررة أو مؤلمة، أو تبحث عن تقييم دقيق لحالتك، يسعدنا في عيادتنا تقديم الرعاية المتخصصة لك بكل اهتمام.
