هل الصلع الوراثي عند النساء له علاقة بتكيّسات المبايض؟

مشكلة تساقط الشعر من أكثر الشكاوى شيوعًا لدى النساء، وقد تكون مؤشرًا على اضطراب هرموني أعمق، مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS). فما العلاقة بين تكيسات المبيض والشعر؟ وكيف يمكن التشخيص والعلاج؟

ما هي متلازمة تكيس المبايض؟

متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني شائع يصيب النساء في سن الإنجاب، ويتميز بخلل في إنتاج الهرمونات الأنثوية، مع ارتفاع في هرمونات الذكورة (الأندروجينات)، مما يؤدي إلى أعراض متعددة تشمل:

• عدم انتظام الدورة الشهرية.

• صعوبة في الحمل.

• زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة مثل الوجه والذقن والبطن.

• ظهور حب الشباب.

• تساقط الشعر من مقدمة الرأس بشكل يشبه الصلع الوراثي.

كيف يؤثر تكيس المبيض على الشعر؟

السبب الأساسي هو زيادة مستوى الهرمونات الذكرية (الأندروجينات) في الدم، مما يؤدي إلى:

تساقط الشعر من فروة الرأس

• نمط يُعرف بالصلع الأندروجيني، يشبه نمط الصلع عند الرجال.

• يظهر غالبًا في مقدمة الرأس وعلى الجانبين.

• يتطور تدريجيًا ويزداد وضوحًا مع الوقت.

زيادة نمو الشعر في أماكن غير مرغوبة

• مثل الذقن، الشارب، الصدر، البطن، والفخذين.

• تُعرف هذه الحالة بالشعرانية (Hirsutism).

كيف يُشخّص تساقط الشعر الناتج عن تكيس المبايض؟

يتطلب التشخيص تقييمًا شاملاً يشمل:

• أخذ التاريخ الطبي الكامل مع التركيز على أعراض اضطراب الدورة ونمط تساقط الشعر.

• إجراء فحص هرموني لقياس مستويات:

  • التستوستيرون الكلي والحر.

  • DHEAS.

  • هرموني LH وFSH.

• إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية (سونار) للمبيضين للكشف عن وجود التكيسات.

الفرق بين تساقط الشعر العادي وتساقط الشعر الناتج عن تكيس المبايض

• تساقط الشعر العادي:

  • يكون موزعًا بشكل عام على فروة الرأس.

  • الهُرمونات غالبًا طبيعية.

  • الدورة الشهرية منتظمة.

  • لا يوجد نمو زائد لشعر الجسم.

• تساقط الشعر الناتج عن تكيس المبيض:

  • يظهر غالبًا في مقدمة الرأس والجوانب.

  • يصاحبه اضطراب في مستويات الأندروجينات.

  • الدورة الشهرية تكون غالبًا غير منتظمة.

  • يُرافقه نمو شعر زائد في أماكن غير معتادة.

كيف يُعالَج تساقط الشعر في حالة تكيس المبيض؟

يعتمد العلاج على السيطرة على الاضطراب الهرموني الأساسي، ويشمل:

أولًا: تعديل نمط الحياة

• خسارة الوزن: فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يقلل من مستويات الأندروجينات.

• ممارسة التمارين الرياضية: تساعد في تحسين التوازن الهرموني وحساسية الجسم للإنسولين.

• اتباع نظام غذائي صحي: قليل الكربوهيدرات وغني بالألياف.

ثانيًا: العلاج الدوائي

• حبوب منع الحمل المركبة: تحتوي على إستروجين وبروجستين لتقليل مستويات الأندروجينات.

• مضادات الأندروجينات مثل سبيرونولاكتون: تقلل من تأثير الهرمونات الذكرية على بصيلات الشعر.

• استخدام مينوكسيديل موضعي: لتحفيز نمو الشعر.

ثالثًا: علاجات إضافية

• إزالة الشعر الزائد بالليزر.

• تناول المكملات الغذائية مثل البيوتين، الزنك، وفيتامين D لتحسين صحة الشعر.

• الدعم النفسي أو العلاجي للتعامل مع القلق والتوتر المرتبطين بالمظهر.

هل يمكن عودة الشعر لطبيعته؟

نعم، مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن أن يتحسّن نمو الشعر خلال عدة أشهر. لكن في الحالات المتقدمة، قد تبقى بعض الفراغات أو تحتاج إلى علاجات طويلة الأمد.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

• عند ملاحظة تساقط واضح في مقدمة الرأس.

• إذا ظهر شعر زائد في أماكن غير معتادة.

• عند اضطراب الدورة الشهرية.

• في حال وجود صعوبة في الحمل.

كلمة أخيرة

صحة شعرك مرآة لصحة جسمكِ. فلا تهملي الإشارات التي يرسلها شعرك، فقد تكون نداءً من جسدك لمساعدته في استعادة توازنه. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يصنعان فرقًا حقيقيًا. لا تترددي في طلب استشارة طبية متخصصة.